الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة مسائل في اللاهوت المسرحي: كتاب جديد للباحث حاتم التليلي

نشر في  13 مارس 2019  (09:15)

يأتي الاصدار الجديد للكاتب حاتم التليلي وعنوانه "مسائل في اللاهوت المسرحي" على نحو مقالات متتالية، تمثّل اعتراضا عنيفا على راهن المسرح والشأن الثقافي بشكل عام.

فتحت عنوان "التخريب هو ما يقاوم الموت" كمقدمة أفصح عنها الكاتب، يمكن القول أنّه سيبدو واضحًا أن لا مناص لنا غير أن نكتب غضبيًا، أن نتحول إلى ما يشبه القتلة، أو الإقامة في معجم الضغينة، كأن نصنّف الكل في مطابخ مجزرة هذا القرن العفن. نحن بهذا الشكل سننعطف لا إلى قافلة الكره التي قطّعت أوصال جدّنا الأول دموزي، ولا إلى الدفاع عن إمكانية مولد التراجيديا من جديد، ولا إلى معاجم الخصب والانبعاث والحياة والحب، بل إلى وحشيته وضراوة وجوده.

ربما بإزاء هذا السياق، نصبح على يقين داكن السواد، أنه (دموزي) لم يغادر المدينة، ولم يخن الإبداع المسرحي ولم يخرج من ملتنا، ولكنه يا للأسف!!! تمّ تجريده من كل إحساس باخوسي صاحبه منذ أزمنته القديمة، كما تم طرده من مدننا التي طردت الشعراء، بعد أن استقبلت الأرذال من المثقفين، تجار الكلمات ومهربي الزرنيخ.

هم قتلة بلا ريب، لكن من نوع آخر، لا مرئي، حتى إن ما يقدم لنا الآن من عروض مسرحية بات يُعد مسخًا إبداعيًا محضًا، وحتى إن المسرحيين في حد ذاتهم تحولوا إلى ما يشبه الجماجم المتحركة، تلك الجماجم التي فقست فيها عناكب من فصيلة مصاصي دماء ذلك الجد دموزي.

ومما جاء في تقديم الكتاب حول الكتابة والمسرح ما يلي: "أن نكتب هو أن نستبدل مبادئ آلان باديو وجيل دولوز دون خوفٍ أو وجلٍ، أن نصرخ بالقول: "التخريب هو ما يقاوم الموت"، لأننا بهذا الشكل لن نخرب إلا الموت عينه: موت الإبداع في أعمال المسرحيين من أجل المسرح والمسرحيين، وموت التراجيديا في زمن نهاية السرديات من أجل التراجيديا، وموت الحب في العالم دفاعًا عن حبنا للحياة والعالم، وموت السائد من أجل جراحات تحرر المستقبل، وموت السلام في عصر الحروب من أجل الأمان والسلام عينه. أن نخرب، فهذا لا يعني عدميتنا، بقدر ما يعني تخريبنا للعدميات التي خربت إنسانيتنا".